مدونة خواطرنا

مشهد مؤثر يعرفه الآباء

| | | 0تعليقات

هناك مشهد مؤثر يعرفه الآباء. الطفل الصغير قد يعصي والده فيعاقبه الأب، فيجلس الابن في زاوية بالبيت حزينا صامتا لا يعرف كيف يسترضي أباه.
الأب يعلم كم هو مؤلم للولد أن يحس بالحرمان من حنان أبيه وليست لديه مفاتيح الاعتذار الذي يعيده لحضنه الدافئ. إحساس تضيق معه الأرض بما رحبت ويحس فيه الولد بالضياع ولو كان على بعد خطوات من هذا الأب.
الأب برحمته وإشفاقه لا يحب أن يرى ولده على هذا الحال، فيدفع الأم لتقول للولد تعال واعتذر لأبيك وقل له أنك آسف ولن تعيد هذا الخطأ وأنك تريد منه المسامحة. فانظر إلى رحمة الأب الذي هو بنفسه يلقن ولده ماذا يقول ليعتذر حتى لا تستمر الجفوة.
ولله المثل الأعلى. الله تعالى أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا. لذا، عندما عصا آدم ربه بالأكل من الشجرة، وأحس بالندامة والحسرة...لم يتركه الله تعالى على هذا الحال، بل لقنه ما يعتذر به:
((فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)).
الله عز وجل هو ذاته سبحانه الذي علم آدم كلمات يتوب بها إلى ربه، ثم هو ذاته سبحانه قَبِل هذه التوبة التي علمها لآدم! فرحمته ليست بقبول التوبة فحسب، بل وبتعليم آدم ما يتوب به.
ماذا علم آدم وحواء؟:
(قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)
صحيح أنه سبحانه وتعالى شاء بعدها أن ينزلا إلى الأرض ويتعرضا لاختباراتها. لكن تصور لو أن هذا الإنزال وخوض معركة الحياة كان دون توبة من الله عليهما! تصور الجفوة التي سيحسان بها لو أن عقوبة الإنزال لم يرافقها تلطيف التوبة.
.فيا ربنا ألهمنا ما نتوب به إليك وتقبل منا إنك أنت التواب الرحيم.


هل أعجبك الموضوع ؟

ضع تعليقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة ©2013