مدونة خواطرنا

الإعلام المصري ما بعد أحداث 3 يوليو 2013

| | | 0تعليقات

شكل تاريخ 3 يوليو 2013 لحظة فارقة في تاريخ الإعلام المصري الرسمي و الخاص فلقد ثبت لجميع من خدعوا به بعد ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 التي أطاحت ، لن نقول بالنظام القديم ، و لكنها أطاحت فقط بحسني مبارك و بعد من أفراد عائلته و حاشيته، ثبت لهم أن إعلام ما قبل 25 يناير هو نفسه إعلام ما بعد 25 يناير كل ما هنالك أنه تلون لبعض الوقت بألوان الثورة في سياسة وحيلة ميكيافيلية لا تنطلي إلا على الأغبياء والسدج.
لقد لعب الإعلام دوماً دوراً رائداً في تنمية المجتمعات و تثقيفها و تعريفها بالتحديات التي تواجهها في سبيل تطوير و تقدم بلدانها و حصر و تطويق دائرة الفساد من خلال توعية الناس بمخاطره و فضح المفسدين و إجهاض مخططاتهم إضافة إلى قيامه بتبيان المشاكل الأساسية التي يعاني منها المجتمع و رفعها إلى المسؤولين لإيجاد حلول واقعية لها.
و لكن الإعلام في جل الدول العربية، و من بينها مصر، حصر نفسه في زاوية ضيقة يقوم فيها بالدعاية للنظام الحاكم و تبرير أفعاله و أخطائه وهذا ما تفعله جل المنابر الإعلامية المصرية منذ عشرات السنين و بالضبط منذ ثورة 1952 التي قادها آنذاك جمال عبد الناصر.فكان من نتائج هذه التبعية المطلقة تهميش كل أصوات المعارضة و إعلام متهالك مقارنة بنظرائه في البلدان الأخرى.
لكن بعد الخامس و العشرين من يناير تغير الأمر كثيرا و أصبحنا نسمع الرأي و الأي الآخر في جل القنوات و الصحف القومية بل أصبح بإمكان التلفزيون الرسمي بث ما يجري في ميدان التحرير بكل حرية و أصبحت الحقائق تعرض دون خوف من إعتقال أو تعذيب.
لكن هذا لم يدم طويلاً فهناك من كان دائماً يحذر من لصوص الثورة الذين انتقلوا من دعم و تملق النظام القديم إلى محاولة توظيف الثورة لتحقيق مكاسب شخصية من خلال التلون مع كل المراحل.و لقد دعا هؤلاء إلى تطهير الإعلام الحكومي كله لأنه لا ثورة من دون إعلام وطني حر و لأن تقدم أي شعب مرتبط بنزاهة إعلام بلده لأنه كما ذكرنا سالفاً هو من يعرض قضاياه و يتكلم باسمه و ليس باسم المصالح الخاصة، و هنا يتباذر إلى ذهني قول د.وحيد مفضل أن أمام الأقلام و المنافد الإعلامية المصرية الناشزة فرصة تاريخية لإستعادة بوصلتها الإعلامية، إما أن تستغلها لنيل ثقة المتلقي و إما أن تفقدها للأبد.
و هذا فعلاً ما حدث فلقد تبين لنا بالملموس دور رجال الأعمال المالكون لبعض الصحف و القنوات في توجيه تحركاتها و التحكم فيها كليا وفقاً لما يتوافق مع متطلبات المرحلة.
كل هذا لم يكن سوى قطرة في بحر مقارنة مع ما جرى بعد و قبيل 3 يوليو 2013، فلقد عاد إلينا الإعلام بوجهه القديم و لعب دوراً حاسماً في إنجاح الإنقلاب و تضخيم ما جرى و تصويره للعالم على أنه ثورة للشعب المصري و بالتوازي مع هذا تم إغلاق عديد القنوات المعارضة للإنقلاب من طرف الجيش الحاكم و أصبح ممنوعاً على كل مصري ذكر كلمة انقلاب و إلا فإن مصيره التحقيق و ربما السجن. 
اتفق كل الإعلام المصري على شن حملة غير مسبوقة على جماعة الإخوان المسلمين و كل أنصارهم و هم الذين فازوا في الإنتخابات قبل أشهرً قليلة، ولم تتوانى القنوات المصرية  و لو للحظة واحدة في إطلاق أطرف الإشاعات و الأكاذيب حتى أنهم قالوا أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هو زعيم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين و أن سبب سقوط الأندلس هم الإخوان المسلمين و غير هذا من التضليل الصارخ و استحمار متابعيهم من الشعب المصري.
من كل هذا يتبين لنا سبب تخلف الإعلام المصري و حياده عن طريق المهنية و المسؤولية و انجراره وراء المصالح الشخصية و مصالح و رغبات النظام الفاسد الذي لا يتوانى عن تهميش و شيطنة كل من يقف في طريق نزواته و معينه على ذلك إعلامه العميل.


هل أعجبك الموضوع ؟

ضع تعليقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة ©2013