يعتبر برشلونة أحد أكبر الأندية الأوروبية لكرة القدم و أكثرها شهرة ، و لقد سطر اسمه بمداد من ذهب في تاريخ الكرة العالمية خاصة في السنوات الأخير مع ابتكار و تطوير أسلوب التيكي تاكا و الضغط العالي اللذان جعلا أعتى الفرق و المذربين يقفون مشدوهين أمامهما.
و لكن في العامين الأخيرين لاحظ الجميع تراجع مستوى التيكي تاكا و برشلونة و أصبحت المشاكل الدفاعية بادية للصغير قبل الكبير ، فالفريق الذي كان يستعصي على جل الفرق هز شباكه أو حتى تهديد مرماه أصبح الآن يتلقى أهدافاً كثيرة و من فرق لا ترقى إلى مستوى منافسة البارسا ، حتى جاءت مباراة نصف نهائي دوري الأبطال العام الماضي أمام الفريق البافاري بايرن ميونخ و خسر البارسا ب 7 أهداف دون رد في مجموع المبارتين في اقصاء هو الأقسى في تاريخ البارسا في دوري الأبطال.
فطالب الجميع آنذاك بشراء مدافعين جدد و منهم من طالب بإدخال تغييرات على أسلوب التيكي تاكا ، و غير هذا من المطالب و الإقتراحات. و لكني أرى شخصياً غير ذلك ، فالأداء الهزيل لدفاع البارسا ليس وليد اليوم فالبارسا حتى في عهد غوارديولا لم يكن ذلك الدفاع القوي كأفراد و لكن كان قويا كمنظومة دفاعية تتحرك و يتشارك فيها الجميع بيداية ببدرو و ميسي و انتهاء بِبوسكيتس و تشافي.
ما أود قوله هو أن العمل الدفاعي من المهاجمين و لاعبي وسط الميدان لم يعد كما كان قبل ثلاث أو أربع سنوات ، لم نعد نشاهد ذلك الضغط العالي الذي شاهدناه أمام مانشستر يونايتد في نهائي 2013 ، و في البيرنابيو أمام الريال ، فكان مدافعوي الفريق الخصم يختنقون و لا يستطيعون اخراج الكرة من مناطقهم إلا بصعوبة.هذا هو العامل الذي أدى إلى تراجع إبداع و إقناع التيكي تاكا.
و إليكم داليلاً آخرعلى أن الدفاع لم يكن يوما دفاعاً صلبا و حديدياً ، في مباراة نصف نهائي دوري الأبطال 2010 أمام الإنتر في إيطاليا ، آنذاك قدمت البارسا مباراة دفاعية في غاية السوء على الرغم من حضور كل من بيكي و بويول في كامل لياقتهما و هذا يدل على أن المشكل لم يكن في المدافعين و لكن المشكل هو أن مورينيو آنذاك و جد حلا لأسلوب البارسا و هو الضغط على تشافي و ميسي و الإعتماد على المرتدات التي أرهقت دفاعات البارسا و كان النتيجة ستكون أكبر من 3ـ1.
إذن من هذا نقول أن أسلوب البارسا حتى في عهد غوارديولا كانت فيه عيوب و لكن كانت تلك العيوب لا تظهر إلا في حالات قليلة أمام مدربين عباقرة كمورينيو الذي كان يجد في بعض المرات حلاً لأسلوب الضغط العالي للبارسا ، و لكن في هذه الأيام فلم يعد الأمر يحتاج لمدرب درجة أولى حتى تنكشف لك كوارث دفاع الفريق الكاتالوني، فكل ركلة حرة الآن أصبحت تشكل خطراً على فالديز و أصبحط كل كرة مقطوعة من تشافي أو غيره في الوسط تصبح هجمة خطيرة...
لذلك فأول مدافع يجب أن يتعاقد معه البارسا هو " الضغط العالي " و بعد ذلك فقط سنقول و نتحدث عن أن بيكي لم يعد كما كان بعد ارتباطه بالكولومبية ، و أن بويول أصبح كهلاً و ماسكيرانو قصير و لا يطمئن في الكرات العالية ... إلخ
هل أعجبك الموضوع ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق