مدونة خواطرنا

الطغاة العرب : طاغية مصر كمثال

| | | 0تعليقات

شهدت هذه الأرض على مر تاريخها العديد من الأحداث الدامية و المجازر التي لم يسلم منها الصغير و الكبير، الأخضر و
اليابس،الجامد و المتحرك، فدخل مرتكبوها التاريخ من بابه الضيق و سطروا أسماءهم بمداد من دم.
و لعل القاسم المشترك بين كل هذه المجازر هو أنها ارتكبت ضد عدو في حرب أو معركة أو أن الجاني مستعمِر و المجني عليه مستَعمَر كما هو الحال بالنسبة للعدوان الصهيوني على فلسطين في أيامنا هذه، و هذا كله يأتي في نفس السياق الذي جاءت فيه معظم الحالات التي شهدها التاريخ أي رغبة القوي في توسيع منطقة نفوده و بسط سيطرته على الضعيف.
و لكن ما لا يستوعبه العقل هو النمط الجديد من القتل و العدوان الذي ظهر في منطقتنا العربية خاصة مع اندلاع شرارة الثورات العربية ، القاتل يقتل أبناء شعبه و يتفنن في استعمال أبشع الوسائل لتعذيبهم جسديا و نفسيا ، و لعل ما يجري في مصر و سوريا أبرز مثال لهذه الوحشية.
قامت مصر بثورة باركها الجميع ، إسلاميون وعلمانيون و حتى جيش مصر ، على الأقل كما بدى للعلن، فقامت انتخابات شهد الكل بنزاهتها و شفافيتها و هذا ما لم يحدث في تاريخ مصر الحديث كله ، و خرج الإخوان المسلمون منها فائزين و تولى الرئيس محمد مرسي رئاسة البلاد لمدة عامٍ و أكثر بقليل ، فترة يمكن أن نصفها بأنها كانت معركة بين حكومة مرسي و ما يسمى "بالدولة العميقة" الفاسدة التي مازالت تزخر برموز النظام السابق و يقودهم جنرالات الجيش المصري.
هذه المعركة التي انتهت بالإنقلاب العسكري الذي قام به الفريق عبد الفتاح السيسي في 3 من شهر يوليوز 2013 واضعا بذلك حداًّ للتجربة الديمقراطية القصيرة التي شهدتها مصر و إعادة مصر إلى عصر ما قبل الثورة بإطلاق سراح مبارك و حبس العشرات من قيادات الإخوان المسلمون الذين اختارهم شعب مصر الذي أصبح كل فرد منه مهدد بالحبس أو القتل إذا وقف في وجه الإنقلاب.
و لن ينسى التاريخ للجيش المصري الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب المصري بعدما فض اعتصاماتهم بالقوة في كل الميادين و أصبح رفض الإنقلاب جريمة يعاقَب عليها.
كل هذا و أكثر يبين لنا أن تطهير البلاد العربية من الفاسدين و القتلة يحتاج لأكثر من ثورة تدوم شهر أو شهرين ، بل نحن أما مهمة قد تتطلب منا عشرات السنين لتنفيذها و ذلك حتى يحصل كل مواطن على حقوقه كاملة بما فيها الحق في العيش بكرامة.



هل أعجبك الموضوع ؟

ضع تعليقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة ©2013